newmultkaschool
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

newmultkaschool

ملتقى الأبحاث الاتاريخية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الولايات المتحدة الامريكية السور العظيم ينهار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 22/11/2010

الولايات المتحدة الامريكية السور العظيم ينهار Empty
مُساهمةموضوع: الولايات المتحدة الامريكية السور العظيم ينهار   الولايات المتحدة الامريكية السور العظيم ينهار Emptyالجمعة ديسمبر 10, 2010 12:02 pm


الولايات المتحدة الامريكية السور العظيم ينهار

كانت الولايات المتحدة الأمريكية بعد سنوات الحرب العالمية الثانية على غرار الصين قبل ذلك بخمسمائة عام تعيش خلف سورها العظيم . لقد كانت المملكة الوسطى هذا الوصف الذي اطلقته الامبراطورية الصينية على نفسها باعتبار ان موقعها يجعلها مركزا للكرة الارضية
ويرى لستر ثار صاحب كتاب الصراع على القمة ان هناك ميزات خمسة ساهمت الى حد كبير في تطور الاقتصاد الامريكي بعد الحرب العالمية الثانية وهي
اولا : ان السوق الامريكية كانت في عام 1950 اكبر بمقدار تسع مرات من اكبر سوق تالية وهي المملكة المتحدة . ونتيجة لذلك كانت الصناعة الامريكية تتمتع بوفورات حجم وافاق لم يكن باستطاعة أي اقتصاد قومي اخر يامل في تحقيقها ، وكانت الصناعة الكبيرة احتكارا امريكيا من الناحية الفعلية ، حيث ان تكاليف الوحدة في صناعات مثل السيارات او الصلب تتجاوز احلام اكبر المنتجين الاجانب وكان بوسع المؤسسات الصناعية ام تزدهر في ظل سوق داخلية بهذا الحجم .
ثانيا : كان التفوق في التكنولوجيا من نصيب الامريكيين فقد كانت الحرب العالمية الثانية قد دمرت المقومات العلمية في معظم انحاء العالم ، واعطت اوربا الولايات المتحدة بعضا من المع عقولها مثل البرت اينشتاين ، ولم تكن المؤسسات الامريكية تتنافس مع مؤسسات اجنبية بل كانت تصنع منتجات لم يكن باستطاعة الاجانب صنعها .
ثالثا : ان العمال الامريكيين كانوا اكثر مهارة من نظرائهم في الخارج ، والسبب في ذلك يعود الى تطور التعليم في الولايات المتحدة فقد ابتدع الامريكيون التعليم الالزامي العام والاساسي الثانوي ، وكانت امريكا اول دولة بها تعليم عال يضم اعداد كبيرة . واصبح لدى نسب كبيرة من سكانها تعليم عالي . وكان هؤلاء بسبب هذا التعليم قادرين على اكتساب مهارات عالية ادت الى استخدام تكنولوجيا تجاوزت بوضوح الموهبة البشرية في أي بلد اخر .
رابعا : ان امريكا كانت غنية في الوقت الذي كانت فيه البلدان الاخرى فقيرة ففي عام 1950 كان ناتجها القومي الاجمالي اعلى بمقدار 50% من مثيله في كندا وثلاثة امثال نظيره في بريطانيا واربعة امثال نظيره في المانيا الغربية وبمقدار خمسة عشرة مرة مثيله في اليابان ، ولما كان لدى الامريكيين دخل قومي كبير قابل للتصرف اكثر من غيرهم فان اول سوق كبيرة لكل شئ تقريبا كانت تبدأ في الولايات المتحدة واعطى ذلك للمؤسسات الامريكية فرصة لان تقطع شوطا في تحسين ادائها حتى قبل ان يكون باستطاعة غيرها ان يبدا الطريق .
خامسا : كان المدراء الامريكيون افضل المدرين في العالم . اذ كان لدى امريكا كادر ماهر منهم من المستويين المتوسط والعالي لان اكثر الامريكيين موهبة قبل الحرب العالمية الثانية كانوا يتجهون الى الادارة باعتبارها الطريق الى القمة في حين كانت العسكرية هي الطريق الى القمة بالنسبة لاصحاب المواهب في المانيا واليابان وبريطانيا وفرنسا ، لذا كان اصحاب المواهب فيها يذهبون للخدمة في المستعمرات وكان المرء يحلم بان يحكم بلدا باكمله مثل الهند بدلا من ان يكون مجرد مدير في شركة ، وبعد انتهاء الحرب لم تكن لدى افضل والمع افراد الجيل الاكبر سنا خبرة بادارة الاعمال ولم تكن لديهم رغبة في اكتسابها ولبعض الوقت كان الاصغر سنا متاثرين بمواقف الاكبر سنا وحتى بداية الستينات كان الطلبة في اكسفورد يزدرون من الذين يحلمون بالعمل في مجال الادارة
واذا ما اجتمعت سوق ضخمة مع تكنولوجيا متفوقة وراس مال كبير وايد عاملة افضل تعليما ومدراء متفوقين ، ثم تم تدمير الجزء الاكبر من بقية العالم في حرب كبرى فستكون النتيجة مملكة وسطى تتمتع بتفوق اقتصادي كبير لم يبذل فيه جهد

عوامل انهيار السور العظيم :
1- تضاؤل الحجم النسبي للسوق الامريكية ففي عام 1990 لم تكن السوق الامريكية اكبر من السوق اليابانية الا بمقدار 40 % ، كما ان قيام السوق الأوربية المشتركة في الخمسينات واذا ما تحققت وحدة كاملة في الاسواق الاوربية فان الولايات المتحدة ستصبح ثاني اكبر سوق موحدة في العالم . كما سيكون مجموع الناتج القومي للسوق الاوربية المشتركة اكبر بكثير من مثيله بالولايات المتحدة وفضلا عن ذلك فان الاتصالات الحديثة والحاسبات الالية وتكنولوجيا النقل خلقت عالما اصبح فيه حجم السوق الداخلية لبلد ما اقل اهمية مما كان من قبل فاليابانيون يستطيعون ان ينتجو وان يبيعوا من اجهزة الفديو مثلا ستة امثال ما يشترونه هم انفسهم اذ اصبحت الاسواق الكبيرة متاحة للجميع حتى اذا كانوا يعيشون في بلدان صغيرة نسبيا .
2- كان الانفاق الامريكي على البحث والتطوير هو الاول في العالم ولكن لم يعد هذا الواقع صحيحا ، فاليوم بات الانفاق الامريكي على البحث والتطوير في غير اغراض الدفاع اقل مما كان عليه منذ عشرين عاما ، في حين زاد الالمان واليابانيون نسبة افقاقهم على البحث والتطوير . وتؤكد براءات الاختراع ذلك ، ففي عام 1980 كان سبعة من اعلى الفائزين العشرة ببراءات الاختراع في مؤسسات امريكية وبعد عشر سنوات كانت هناك ثلاثة مؤسسات امريكية فقط بين مؤسسات القمة العشرة بل ولم تحتل مؤسسة من بينها مركز اعلى من المركز الخامس
3- لقد لاحظت دول العالم العائد الناتج من النظام الامريكي للتعليم الواسع النطاق فاخذت الكثير من الدول محاكاته وزيادة كثافة التعليم ، وقد كشفت الاختبارات الدولية المقارنة ان الامريكيين في جميع المستويات العمرية هم اقل معرفة من المواطنيين في الخارج في البلدان الصناعية الكبرى المتقدمة الاخرى ، وليس في ذلك ما يدعو الى الدهشة اذا علمنا ان امريكا لديها اقصر سنة دراسية واقصر يوم دراسي في العالم الصناعي ، 180 يوم مقابل 220 يوم في المانيا و240 يوم في اليابان و250 يوم في كوريا وعندما يقترن اقصر يوم دراسي واقصر سنة دراسية بساعات اقل من الواجبات المنزلية يكون ما يتم تعلمه اقل كثيرا .
4- لم تعد الولايات المتحدة اغنى بلد في العالم فهي تعيش الان في عالم توجد فيه بلدان صناعية اخرى تكاد ان تكون على قدم المساواة معها ، ووفرة الاموال في هذه الدول دفع المؤسسات الصناعية الى التطور بشكل كبير وبعضها فاق الصناعت الامريكية مثلا الادوية حاليا حيث تكاد ان تنتج عالميا ، بل ظهرت صناعات جديدة صُنعت واستخدمت في الخارج قبل الوصول الى الولايات المتحدة الامريكية ، حتى في مجال الاستثمارات في البنية الاساسية نجد ان الدول الصناعية الاخرى فاقت حاليا الولايات المتحدة الامريكية اذ لا يوجد في امريكا أي من مشروعات البنية الاساسية المثيرة في العالم وكل ما تستطيع امريكا ان تفعله هو الحفاظ على جسورها من الانهيار . لقد قلت نسبة الاستثمارات في البنية الاساسية في الولايات المتحدة الامريكية الى معدل النصف عما كانت عليه في حقية الستينات .
5- من الناحية الادارية اختلف الوضع عما كان عليه في السابق ، فالشخص الان في بريطانيا وفرنسا واليابان والمانيا اذا اراد طريقا الى القمة فان الادارة هي السبيل الوحيد لذلك ، فقد اختفت جيوش هذه الدول وامبراطورياتها واصبح شيوخها وشبابها مستعدين نفسيا لهذا الواقع ، اما امريكا فهي الان الدولة الوحيدة التي لديها مجمع عسكري – صناعي ضخم وفيه جميع فرص التقدم والكسب المرتفع . اذ يعمل 30 % من مهندسيها بشكل مباشر او غير مباشر في خدمة القوات العسكرية ، باختصار فان موهبة الادارة وخبرتها لم تعد افضل من مثيلتيهما في باقي العالم بل ان التقييمات العالمية للادارة التي يجري المنتدى الاقتصادي العالمي حصلت اليابان فيها على المرتبة الاولى . والى حد ما يتفق الامريكيون مع هذه التقييمات .
ومعنى جميع هذه العوامل او كما يسميها ثارو بالمتغيرات واضحة وهو ان امريكا لم تعد تعيش وراء سورها العظيم فقد انهار السور وعلى امريكا ان تتكيف مع الواقع القاسي واقع المنافسة الحقيقية لقد ولى تفوقها التكنولوجي والاقتصادي الذي حصلت عليه دون عناء

المصدر : لستر ثارو ، الصراع على القمة ، مستقبل المنافسة الاقتصادية بين امريكا واليابان ( وهو كتاب في غاية الروعة وانصح الجميع بالاطلاع عليه )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://newmultkaschool.yoo7.com
 
الولايات المتحدة الامريكية السور العظيم ينهار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» موقف الولايات المتحدة الامريكية من الحر ب العالمية الاولى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
newmultkaschool :: الأقسام التاريخية :: قسم التاريخ الحديث-
انتقل الى: