newmultkaschool
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

newmultkaschool

ملتقى الأبحاث الاتاريخية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  قيام إسرائيل بين أكذوبة الوعد الإلهي والاستعمار الغربي / محمد علي الحسيني.البقاعي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 22/11/2010

 قيام إسرائيل بين أكذوبة الوعد الإلهي والاستعمار الغربي / محمد علي الحسيني.البقاعي Empty
مُساهمةموضوع: قيام إسرائيل بين أكذوبة الوعد الإلهي والاستعمار الغربي / محمد علي الحسيني.البقاعي    قيام إسرائيل بين أكذوبة الوعد الإلهي والاستعمار الغربي / محمد علي الحسيني.البقاعي Emptyالثلاثاء ديسمبر 07, 2010 1:59 pm


قيام إسرائيل بين أكذوبة الوعد الإلهي والاستعمار الغربي

المؤلف: محمد علي الحسيني.البقاعي

الفصل الأول

1 ـ لمحة تاريخية :

إنّ المؤمنين لهم أعداء ؛ لأنّ المؤمنين هم الحق وغيرهم الباطل ، هم الإيمان وغيرهم الكفر ، هم النور وغيرهم الظلام ، وأشدّ أُولئك الأعداء هم اليهود ( [1]) ، قال تعالى :
) لتجدَنَّ أشدَّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود(.
) لعن الذين كفروا من بني اسرئيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون (
) فبما نقضهم ميثاقهم (
) وكفرهم بآيات الله (
) وقتلهم الأنبياء بغير حق (
) وقولهم قلوبنا غلف .. (
) وبكفرهم (
) وقولهم على مريم بهتاناً عظيماً (
) وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله .(
) وبصدهم عن سبيل الله كثيراً (
) وأكلهم الربوا وقد نهوا عنه (
) وأكلهم أموال الناس بالباطل (
) وأعتدنا للكافرين منهم عذاباً أليماً (
فإن اليهود عداوتهم أصيلة مجبولة مع أرواحهم الشريرة ضد المؤمنين، بل ضد بني البشر من غيرهم ، كما جاء ذلك في القرآن الكريم وروايات الأئمة الميامين( [2]) والتاريخ يؤكّد ذلك من خلال تكذيب الأنبياء والوشاية عليهم ـ كما حصل مع النبي عيسى والنبي محمدe( [3]) ـ وقتلهم للأنبياء وللأوصياء ـ كقتل يحيى ابن زكريـا وأشعيـا النبي ـ( [4]) فضلاً عن صفات الخداع والربا والخيانة والفسق والفجور وإشعال الفتن( [5]) وإضافة إلى تحريف الكُتب السماوية( [6]) ، بل كتابة الكتب والادعاء بأنّها من عند الله ليشتروا بها ثمناً قليلاً كما وصفهم القرآن في سورة البقرة :79 ) فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون ( ولا يخفى أن اليهود قد يتظاهرون بدخولهم في الأديان الأخرى كالمسيحية ـ كشاؤول بل بولس الصهيوني الأول المتعصب بلباس مسيحي كان يسطو على الكنيسة ويدخل بيتاً فبيتاً ويجر الرجال والنساء ويسلمهم إلى السجن فضلاً عن تشويه الديانة المسيحية( [7]) ـ والإسلام ـ كالصهيوني الأول الذي تستر بالإسلام وهو كعب الأحبار وغيره ـ ( [8]) بغية إيجاد الانحراف والتشويه في ذلـك الـدين لتهديـمه ( [9]) وهذا قليل من كثير مما فعله اليهود المنحرفون شعب الشيطان المختار( [10]).
________________________________________
الفصل الثاني
2 ـ الحقوق المدَّعاة :
الوعد الإلهي والحق القانوني وأُسطورة شعب الله المختار أمور كان لها الدور الأساسي في إيجاد هذا الكيان الغاصب ـ دولة إسرائيل ـ هذا من جهة ومن جهة أخرى لتنفيذ أغراض وحماية مصالح الغرب وللتسلط على الأرض والشعب العربي المسلم ولنهب ثرواته ولتخويفه وتهديه ، وهنا سنحاول بيان زيف هذه الحقوق المدّعاة ونقوم بالرد عليها .
المدّعى الأول :
أ ـ الوعد الإلهي :
هذا الوعد المزعوم من قبل اليهود ، وهو أنَّ الله قد وعد النبي إبراهيمu بأنه سوف يعطيه الأرض من خلال هذا الخطاب الذي جاء في كتابهم ـ الذي أصابه تحريف وتبديل( [1]) ـ :
« وأعطيك أرض غربتك لك ولنسلك من بعدك جميع أرض كنعان ملكاً مؤبداً وأكون لهم إلهاً ـ »( [2]).« لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر وصر إلى نهر الكبير نهر الفرات »( [3])
فبهذا الوعد المزعوم يحق لهم ، بل تكون أرض فلسطين ـ الإسلامية العربية ـ ملكاً لهم، والرجوع إليها وإقامة الدولة فيها أمر طبيعي بمقتضى هذه الدعوة الإلهية المزعومة .
المدّعى الثاني :
ب ـ الحق القانوني :
إن بريطانيا وعدت اللورد روتشيلد ـ لم يكن ذا صفة دولية وإنما كان من أغنياء اليهود ــ سنة 2 / 11 / 1917م على لسان وزير خارجيتها آرثور جيمس بلفور:
« إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين الرضى إلى إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وتبذل جهداً في سبيل ذلك »( [4]) .
فدعوى اليهود وأسيادهم أن لهم حقاً قانونياً بإقامة دولة يهودية إنّما جاء من خلال هذا الحق ـ الباطل والفاسد ـ الذي تبرع فيه بلفور وأسياده من كيس ومن أرض غيرهم ومنحوا الأرض التي لا يملكونها ، بل لم يكونوا فيها أصلاً .
المدّعى الثالث :
ب ـ الشعب المختار :
يدّعي اليهود أنهم هم الشعب الذي اختاره الله وأسكنهم في صهيون وهذا بالاستناد إلى النص التوراتي ــ المحرف ــ كما يزعمون :
« لأنك شعب مقدس للرب إلهك وإياك اصطفى الرب إلهك أن تكون له أمة خاصة من جميع الأُمم التي على وجه الأرض »( [5]) .
فبهذه الأساطير يتم الضحك على القاصرين لجلبهم إلى فلسطين وتحقيق أهداف المستعمرين .
________________________________________
الفصل الثالث
3 ـ دور الاستعمار :
صار لا يخفى على أقل متتبع وملتفت أن الكيان الصهيوني الغاصب ليس دولة بالمعنى الصحيح ، بل أنه كيان مؤلف من شعوب مختلفة لقيطة ، وعصابات مسلحة وجيش مرتزقة. وجد من أجل مصالح الغرب وحمايتها ، وفي نفس الوقت يكون مهدداً ومخوفاً للعرب وقاعدة وحليفاً وأداة بيد الغرب في المنطقة( [1]). يقول العلامة السيد عادل العلوي:
« فالاستعمار والاستكبار العالميان أوجدا على أرض فلسطين المظلومة عصابة مسلّحة من اليهود أطلقوا عليها اسم دولة إسرائيل ، تستنزف موارد الشعوب تحت قيادة الولايات المتّحدة الأمريكية على الوجود العربي والإسلامي ، فإسرائيل ربيبة الاستعمار وجيشه في المنطقة لحماية مصالحه وضرب القوى الوطنية والقتل والتشريد وتحجيم الزحف الإسلامي ، والصحوة الإسلامية بعد الحرب العالمية
________________________________________
المبحث الأول :
أ ـ الأرض المزعومة :
ما هي إلا أكذوبة كغيرها من الأكاذيب اصطنعها الاستعمار ، وأنتجتها الصهيونية العالمية لربط المشروع السياسي بالمعتقد الديني المزعوم ، فان الدين عندهم مسخَّر للهدف السياسي والمالي وللمصالح المتنوعة . لذلك نرى النصَّ الديني والفكر الديني عندهم يكونان في خدمة الهدف السياسي وخدمة الهدف السياسي قد يستلزم أحيانا تحريف النص أو تحريف المفهوم الديني . لذا يقول الكاتب والباحث في الصهيونية روجيه غارودي :
« كل الزعماء الإسرائيليين الصهاينة ـ سواء سمُّوا أنفسهم يمينيين أو يساريين أو كانوا أعضاء في حزب العمال أو في حزب ليكود أو ناطقين باسم الجيش أو من الحاخامات يستعينون بذريعة توراتية تساعدهم على الزعم بأن لهم حقاً إلهياً في ملكية أرض فلسطين»( [1]).
وإذا عدنا إلى النصوص التوراتية المزعومة والمتناقضة لوجدنا أنها ترد على بعضها البعض وتفند نفسها بنفسها . فبينما أعطت بعض النصوص اليهود حقا في أرض فلسطين ـ كما يزعمون ـ بل أكثر من ذلك من النيل إلى الفرات كما جاء في كتابهم :
« لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير »
على أنها كميراث طبقا لعهد الرب ووعده للنبي إبراهيم u تظهر نصوص أخرى تنسخ ـ على فرض الصحة ـ وتنفي عن اليهود هذا الميراث وتفند مزاعمهم بأنّهم ورثة النبي إبراهيم u ، وهذا هو النص الصريح :
« يا ابن آدم إن الساكنين في هذه الخرب في أرض إسرائيل يتكلمون قائلين إن إبراهيم كان واحداً وورث الأرض ونحن كثيرون لنا أعطيت الأرض ميراثاً لذلك قال لهم : هكذا قال السيد الرب تأكلون بالدم وترفعون أعينكم إلى أصنامكم وتسفكون الدم . افترثون الأرض وقفتم على سيفكم فعلتم الرجس وكل منكم نجس امرأة صاحبه افترثون الأرض »( [2]) .
فبهذا نص صريح يثبت أن الله حرم على اليهود ارث الأرض لعدم جدارتهم بها لماذا ؟ لأنهم سفكوا الدم وأكلوا بهذا أموال الناس بالظلم والعدوان ، واغتصبوا حقوقهم وارتكبوا المعاصي وعبدوا الأصنام وآلهة أخرى ، وتركوا عبادة الله ، وفعلوا الفواحش والكبائر ، حتى الوصايا فهل يستحق هذا الشعب المختار ميراث النبي إبراهيم u ؟؟؟ .
كلاّ فإن الأرض لله يرثها الصالحون المطيعون من عباده .
ونضيف أيضاً أن هناك نصوصاً توراتية تنص على أن اليهود تركوا الوصايا واقترفوا المعاصي فان وعد الله ـ المزعوم ـ بامتلاكهم الأرض قد انتهى ؛ لأنه مشروط بالطاعة وتنفيذ ما جاء في شريعة الله . فالوعد تحول إلى وعيد بالعقاب والانتقام كما في النص :
« لأنّنا تركنا وصاياك التي أوصيت بها عن عبيدك الأنبياء»( [3]).
ونص آخر يثبت أن اليهود خرجوا عن طاعة الله فلم يعد لهم عهد عند الله ولا وعد بامتلاك الأرض كما يزعمون :
« أيها الرب الإله العظيم المهاب حافظ العهد والرحمة لمحبيه وحافظي وصاياه ، أخطأنا وأثمنا وعملنا الشر وتمردنا وحدنا عن وصاياك وعن أحكامك ، وما سمعنا من عبيدك الأنبياء »( [4]) .
هذا من جهة ومن جهة أُخرى نرى أنّه من العجيب والغريب أن اليهود يحصرون نسل النبي إبراهيم u فيهم ـ هذا مع وجودهم ـ فيضيع حق النبي إسماعيل u ويصير نسياً منسياً ظلماً وزوراً وبهتاناً من هذه الفئة الشيطانية الضالة الملعونة اليهود .
مع العلم أننا لو تأملنا قليلاً لعلمنا أنَّ النبيّ إسماعيل u هو الابن البكر
« لك فيه ، ها أنا أُباركه وأثمره وأكثره كثيرا جدا » .
فمن هذا النص يتبيَّن لنا أن النبي إسماعيل u مبارك من الله وذلك باعتراف اليهود في كتابهم ، ولا ننسى أن النبي إسماعيل يرث النبي إبراهيم u أيضا كما جاء في كتابهم :
« وابن الجارية أيضا يرث واجعله أُمَّة ؛ لأنّه من نسلك »( [5]) .
وبهذا النص يحفظ لإسماعيل u حق الإرث لأنه من نسل إبراهيم، ولا ننسى أن النبي إسماعيل أيضا امة عظيمة كما نص كتابهم :
« قومي واحملي الغلام وشدي يدك لأني سأجعله أُمّة عظيمة»( [6]).
أمَّا القرآن الكريم ففيه الكثير من الآيات المباركة الكريمة التي تتحدث عن النبي إسماعيل u ( البقرة : 136 ) .
وأخيراً ويقول العلامة العلوي :
« إن زعم إسرائيل أنّ فلسطين أرض اليهود كذب وافترا على التأريخ، فإنّه لو رجعنا إليه لرأينا ليس اليهود إلاّ فئة قليلة على طول التأريخ ، إنّما المسلمون العرب هم الذين كانوا يقطنون فلسطين بعد فتحها ، وبقيت إسلامية عربية منذ أربعة عشر قرناً ، وبصورة دائمة حتّى قيام إسرائيل »( [7])
فهذا اختصار أكذوبة أرض الميعاد ، فقد خاب ظنّهم وطاش سهمهم فإن الأرض لله يرثها عباده الصالحون لا المفسدون كاليهود الشياطين الذين قال عنهم الله في كتـابه الكريم في سورة آل عمران : )ضربت عليهم الذلّة أين ما ثقفوا إلا بحبلٍ من الله وحبل من الناس وباؤوا بغضبٍ من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ( .
إشارة وتنبيه:
إن الذي يسمع ويقرأ عن الوعد الإلهي وأرض الميعاد ، يظن أن هرتزل أو بن غريون أو بيغن هم أكثر اليهود تعلقاً وإيمانا بالتوراة، وهم يؤمنون بها ويعملون بأمرها، ولكن لو تتبعنا أقوالهم وسيرتهم لوجدناهم أكثر الناس إلحادا وشركاً وإتباعا للشيطان بكل ما لديهم من قوة فلا يغرك ما يقولون فقد كبر قولهم مقتاً عند الله ( [8])

يتبع باقي الموضوع


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://newmultkaschool.yoo7.com
Admin
Admin



المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 22/11/2010

 قيام إسرائيل بين أكذوبة الوعد الإلهي والاستعمار الغربي / محمد علي الحسيني.البقاعي Empty
مُساهمةموضوع: رد: قيام إسرائيل بين أكذوبة الوعد الإلهي والاستعمار الغربي / محمد علي الحسيني.البقاعي    قيام إسرائيل بين أكذوبة الوعد الإلهي والاستعمار الغربي / محمد علي الحسيني.البقاعي Emptyالثلاثاء ديسمبر 07, 2010 2:02 pm

المبحث الثاني :
ب ـ حقيقة وعد بلفور ( الحق القانوني ) :
الحقيقة هي أن الإنجليز قد أصدروا وعد بلفور رغبة منهم في مغازلة يهود أمريكا للضغط على الأمريكان للدخول في الحرب العالمية الأولى إلى جانبهم، ولكي ينضم يهود ألمانيا والنمسا والمجر وغيرهم لبريطانيا، وكذلك أرادت بريطانيا أن تجعل فلسطين مركزاً قوياً مؤيداً لها يحمي قناة السويس، وكذلك كانت تهدف إلى إيجاد وطن لليهود يكون تابعاً للتاج البريطاني ويسبح في فلك بريطانيا، يقول الإمام الخميني :
« … إن إسرانيل وليدة تواطؤ وتفاهم الدول الاستعمارية الغربية والشرقية . وقد أوجدت لسحق الشعوب الإسلامية واستعمارها .
واليوم تحظى بإسناد وحماية كل المستعمرين ، فالانجليز ، والأميركيان يدعمانها عسكريا وسياسيا ويجهزانها بأنواع أسلحة الدمار ويحرضانها على مواصلة العدوان على العرب والمسلمين ، ويشجعانها على استمرار احتلالها لفلسطين وأراضي المسلمين الأخرى ».( [1])
ويضيف عزت دروز موضحاً ومبيناً سبب وعد بلفور الحقيقي :
« إن هذا الكيان (الصهيوني) سيظل خاضعاً لنفوذهم (أي الانجليز) ودائراً في فلكهم وفي حاجة دائمة إلى حمايتهم ورعايتهم ويكون في الوقت نفسه مشغلة للعرب ينهك قواهم ويورثهم الهم الدائم ، وكذلك سيكون وسيلة دعاية وتخويف للعرب »( [2]) .
ويقول العلامة العلوي أيضاً :
« ألفت الحركة اليهودية نزعة الحقد الصليبي مع الغدر الصهيوني ومكره وذهبه ، فكان ( وعد بلفور ) الخائن ، ليزرعوا جميعاً في قلب الوطن الإسلامي سرطاناً خبيثاً باسم إسرائيل ».( [3])
أقول : لله وللتاريخ وللحقيقة ولفلسطين الحبيبة ولكل باحث عن الحقيقة أن صدور هذا الوعد كان في 2 / 11 / 1917 . في حين دخلوا القدس في 9 / 12 / 1917 أي أنّ هذا الوعد صدر قبل شهر من دخولهم فلسطين ، وهي لم تكن من مستعمراتهم بعد مما يسبب بطلان هذا الوعد أولاً . ثم نرى ثانياً أن الوعد لم يذكر كلمة العرب ولا المسلمين ولا المسيحيين في فلسطين وهم يشكلون أغلبية سكانها ، حوالي 93 % في حين لا تتجاوز نسبة اليهود 7 % . ثالثاً هل أن كل من وعد شخصاً بأرض أو دولة صار هذا الوعد حقاً لأخذ هذه الأرض وقيام هذه الدولة ؟ وخصوصاً أنّها أرض لا يملكها وهذا يكفي في بطلان هذا الحق في المقام( [4]) .
نكتفي بهذا المقدار الذي يعبر بوضوح عن سبب من الأسباب التي أوجدت هذا الكيان الخبيث.

المبحث الثالث :
ج ـ شعب الشيطان المختار :
إن أُسطورة شعب الله المختار ما هي إلا من صنع الغرب لجلب المرتزقة ـ كالروس ـ واللقطاء ـ كالفلاشا ـ إلى هذا الكيان لتنفيذ مشاريعهم . وهي فكرة عنصرية ولدت عندهم حالة استعلاء زعموا من خلالها أنَّه لا أحد مثلهم ، يقول ـ بهذا الصدد ـ أحمد عثمان في تاريخه :
« إن فكرة الشعب المختار أو السوبرمان هي فكرة عنصرية في جوهرها ، فمن الممكن الاعتقاد بتفاضل بعض الناس نتيجة لذكائهم أو لعلمهم أو لمواهبهم أو لإيمانهم ولكن أن يكون قوم يفضلون الآخرين بانتمائهم السلالي فهذا شيء يصعبُ قبوله » ( [1]).
أقول : يوجد نقطة ـ وهي الأهم ـ مفادها أنّ هؤلاء الناس الموجودين حاليّا في الكيان الغاصب ـ إسرائيل ـ والذين يدعون ما يدّعـون هل هم واقعا الشعب المختار ؟ وهل هم فعلاً من نسل إبراهيم u ؟ .
أقول : إن شعب الله المختار ينبغي أن يكون متحليّاً بالتقوى والإيمان وأن يعمل الصالحات ويصلح في الأرض ويفي بعهد الله ويتّبع الأنبياء ، وليس كما فعل اليهود الأشقياء بقتلهم الأنبياء ونكث العهود وإفساد الحرث والنسل فهم يقينا سيكونون باليقين شعب الشيطان المختار ( [2]).
إليك عزيزي القارئ حقيقة شعب الشيطان المختار كما جاء في التوراة:
« فالآن إن سمعتم لصوتي وحفظتم عهدي تكونون لي خاصة من بين جميع الشعوب لأن لي كل الأرض »
« وعمل بنو إسرائيل سراً ضد الرب إلههم أموراً ليست بمستقيمة و بنوا لأنفسهم مرتفعات في جميع مدنهم من برج النواطير إلى المدينة المحصنة» .
« وأقاموا لأنفسهم أنصابا وسواري على كل تل وتحت كل شجرة خضراء» .
« وأوقدوا هناك على جميع المرتفعات مثل الأمم الذين ساقهم الرب من أمامهم وعملوا أموراً قبيحة لاغاضة الرب»
« وعبدوا الأصنام التي قال الرب لهم عنها لا تعملوا هذا الأمر ».
« وأشهد الرب على إسرائيل وعلى يهوذا عن يد جميع الأنبياء وكل راءٍ قائلاً: ارجعوا عن طرقكم الردية واحفظوا وصاياي فرائضي حسب كل الشريعة التي أوصيت بها آباءكم والتي أرسلتها إليكم عن يد عبيدي الأنبياء».
فلم يسمعوا بل صلّبوا اقفيتهم كأقفية آبائهم الذين لم يؤمنوا بالرب إلههم.
ورفضوا فرائضه وعهده الذي قطعه مع آبائهم وشهاداته التي شهد بها عليهم وساروا وراء الباطل وصاروا باطلاً وراء الأمم الذين حولهم الذين أمرهم الرب أن لا يعملوا مثلهم.
وتركوا جميع وصايا الرب إلههم وعملوا لأنفسهم مسبوكات عجلين وعملوا سواري وسجدوا لجميع جند السماء وعبدوا البعل.
وعبّروا بنيهم وبناتهم في النار وعرفوا عرافة وتفاءلوا وباعوا أنفسهم لعمل الشر في عيني الرب لإغاظته.( [3]) .
فلا ننسى أن اليهود عندما نكثوا عهد الله قام بالتخلي عنهم ومعاقبتهم حيث جاء بالنص القاطع :
« لأنكم لستم شعبي وأنا لا أكون لكم » ( [4]).
« من اجل سوء أفعالهم اطردهم من بيتي ، لا أعود أحبهم جميع رؤسائهم متمردون »( [5]) .
وهل هؤلاء المتواجدون الآن في الكيان الغاصب هم من بني إسرائيل ؟
يقول بهذا الصدد الكاتب اليهودي الفرد ليلينشال :
« إن العبرانيين ، والاسرائليين ، واليهود ، والشعب اليهودي كل هذه المسميات استخدمها صانعوا الأساطير للإيحاء بوجود استمرار تاريخي . لقد كانوا في الحقيقة شعوباً مختلفة في فترات مختلفة من التاريخ »( [6]) .
ويقول أيضا الكاتب المسلم روجيه غارودي :
« إن فكرة الشعب المختار فكرة طفوليّة من الناحية التاريخية ، لأن كلَّ الأقوام عكسوا في النصوص المتعلّقة بهم صورة محيَّرة عن أنفسهم تشبه هذه العبارة التي يعبّر عنها بمفهوم الشعب المختار ، فلماذا ينبغي أن تصدق نصوص اليهود بهذا الشأن فقط ؟ ».( [7]) .
ويضيف اوجين بيتار :
« إن جميع اليهود في نظر علماء الانثروبولوجي ـ علم الأنساب ـ بعيدون عن الانتماء إلى الجنس اليهودي »( [8]) .
ويضيف الكاتب احمد عثمان في تاريخه :
« إن غالبية يهود إسرائيل من سلالة خزر والقوقاز ، لا تنتمي سلاليّاً إلى يعقوب ولا الجنس السامي ولا أهل المنطقة » ( [9]).
فالنتيجة : هي أن هناك اختلاف واضحا وبيّنا ، بين اليهود والذين يدَّعون أو يعتنقون اليهودية اليوم وبين بني إسرائيل المنحدرين من سلالة يعقوب u من جهة الجنس والوراثة وان يهود اليوم لا يمتون بصلة إلى بني إسرائيل لأنهم بالطبع شراذم من شذاذ الأفاق ، ومن اللصوص وقطاع الطرق اعتنقوا الديانة اليهودية ـ المحرَّفة المُضلَّة والضالة ـ في بلاد الخزر والمغول والترك وبعض أفريقيا دون أن يكون لهم أي صلة بالسامية .
ويختم روجيه غارودي :
« إن فكرة الشعب المختار سياسيا إجرامية ، ذلك أنها أضافت القداسة على العدوان والتوسع والسيطرة » ( [10]).
فهذه هي حقيقة شعب الشيطان المختار والوعد المشئوم والأرض المزعومة .
من فمك أدينك :
إن عضو الكنيست أوري أمتيري يؤكد لنا حقيقة المتواجدين في الكيان الصهيوني فيقول : من المعروف أن اليهود لا يشكلون اٌمة واحدة ولا يكوّنون مجموعة قومية أو عرقية ، وليس هناك خليط عرقي متجانس ، ولا وجود لجنس يهودي مُميَّز وإنما هم من جميع الأجناس حتى الزنوج والمنغوليين( [11]) .

الفصل الرابع
4 ـ الأم الحنون الولايات المتحدة الأمريكية :
ما زالت أمريكا تدعم هذا الكيان ، وبالأحرى هي المساهمة الأُولى في إيجاده ؛ لأن مصالحها في الشرق الأوسط ـ البترول و غيره ـ أكثر من أي دولة في الغرب ولا نشك بأنها الداعمة الأولى للكيان الصهيوني مادياً و معنوياً و سياسياً وعسكرياً وافياً واقتصادياً . ولهذا الدعم ثلاثة عوامل رئيسية :
العامل الأول : هو تنامي النفوذ الصهيوني وسيطرته على أسواق المال ومنابر الأعلام .
العامل الثاني : تنامي المصالح الأميركية في الشرق الأوسط .
العامل الثالث : تنامي الحركة الكنيسية الإنجيلية التي تؤمن بالتفسيرات السياسية لنبوءات توراتية ترتبط بعودة المسيح وقيام إسرائيل( [1]) .
يقول العلامة الشيخ محمد جواد مغنية :
« إن إسرائيل التي قامت أخيراً في تل أبيب فإنها دولة في الاسم فقط، أما في الواقع فهي قاعدة من قواعد الاستعمار ، تماماً كمطاراته وثكناته العدوانية . وقد ظهرت هذه الحقيقة بأوضح معانيها بعد عدوان إسرائيل على الأراضي العربية في 5 حزيران سنة 1967 . لقد أوجد الاستعمار إسرائيل ليتخذها أداة لتحقيق مآربه ، ولو تخلّى عنها يوماً واحداً لتخطفها العرب من كل جانب .. وهذا هو الذل والهوان بعينه»( [2]) .
أما المساهمات والدعم الأمريكي للكيان الصهيوني فهو قبل قيام هذا الكيان وبعده فاللّوبي الصهيوني له دوره ومكانته في أمريكا ولا ننسى الفيتو الأمريكي الذي استعمل حوالي 34 مرة تقدم تطبيق الدولة ضد الكيان فضلاً عن المساعدات المالية والفروض والتهديد والتخويف الذي تمارسه أمريكا ضد إيران وسوريا ولبنان والمشاريع ، ومد مساعدة الكيان لاحتلال أكثر من 200 رأس نووي جرثومية والتنسيق الأمني ، وبناء المستعمرات( [3]) .
نستشهد بقرار مجلس الشيوخ الأمريكي في يونيو 1922 م حيث كان القرار صريحاً بدعم الكيان الصهيوني:
« إن الولايات المتحدة الأمريكية تحبذ إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين طبقاً للشروط التي يتضمنها وعد بلفور...» ( [4])
وقرار الكونجرس عام 1944 : ( تتعهد الولايات المتحدة بموجبه بذل قصارى جهدها من أجل فتح أبواب فلسطين أمام اليهود للدخول إليها بحرية ولإتاحة الفرصة أمامهم لاستعمارها ) .( [5])
فمن خلال هذا الكلام يتضح موقف أمريكا، حيث وافق بريطانيا من ناحية المصالح، بل أمريكا استحوذت على هذا الكيان لوجود مصالح مهمة في المنطقة لمعرفة انتقال الثقل السياسي من بريطانيا إلى الولايات المتحدة( [6]) ، و يصرح الرئيس الأسبق لأمريكا ريتشارد نيكسون في كتابه الأخير (الفرصة السائحة) عن نظرة أمريكا تجاه إسرائيل فيذكر:
« إن أكثر ما يهمنا في الشرق الأوسط هو البترول و إسرائيل ولو أنهما لا تيسران دائماً في اتجاه واحد ... فالتزاماتنا نحو إسرائيل تجعلنا نتحمل مصاريف باهظة في بترول الخليج))( [7]) .
ويؤكد العلامة العلوي ذلك قائلاً :
« إنّ أمريكا الاستعمارية خلقت إسرائيل في بلد الإسلام والعرب لتنهب ثرواتها وبترولها وخيراتها» .
فلا نشك أن أميركا التي دعمت وما زالت تدعم إسرائيل ـ من قبل ظهورها و من أول مستعمرة ـ بالمال حيث تسلمت إسرائيل من أمريكا في المرة الأولى مبلغاً مقداره (18187) مليون دولار، وفي المرة الثانية (56640) مليون دولار ومن المؤكد أن الضربات التي تلقتها إسرائيل جعلت تلك المساعدات تزداد بشكل تصاعدي ( [8]) والسلاح من اجل حماية الكيان الصهيوني ، أرست الولايات المتحدة قاعدتين لساسة مستمرة حتى اليوم : القاعدة الأولى هي إغراق إسرائيل بالمساعدات العسكرية والمالية ، والقاعدة الثانية هي مراقبة التسلح الإسلامي والعربي ومنعهم من إنتاج أو الحصول على أسلحة هجومية ـ فإسرائيل اليوم تملك قوة عسكرية تشمل رؤوساً نووية وصواريخ يصل مداها إلى ألفي كيلو متر بالإضافة إلى رؤوس جرثومية وكيماوية، مع ذلك ممنوع على العرب والمسلمين خصوصاً إيران الإسلامية وسورية العربية من امتلاك أي من هذه الأسلحة وان الدعم السياسي والشرعية الدولية( [9]) لتوسعة وتنفيذ و تغطية أي عدوان، صرح وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق موشي ديان :
« إن الولايات المتحدة الأمريكية لن تتخذ أي إجراء لمعاقبة إسرائيل في مجلس الأمن ولن تسمح بأي إجراء في هذا المجال »( [10]) .
فلهذا إسرائيل لا تأبه بأيّ قرار تتخذه منظمة الأمم المتحدة لردعها « 192 قراراً صدر عن الأمم المتحدة وكلّها تقضي بإدانة إسرائيل ، ذهبت في آخر لحظة أدراج الريح بنفخة فيتو أمريكي واحدة » فمنذ قيام هذا الكيان وهو ينتهك بصورة متميزة ومتمادية القانون الدولي ومخالفة لكل القرارات الدولية لكن أي قرار وإدانة يكون على كل الدول ما عدا هذا الكيان وهذا بفضل الفيتو الأمريكي الذي استعمل حتى الآن 35 مرة في خدمة الصهيونية( [11]) بل أمريكا مستعدة لاستخدام القوة العسكرية لضمان امن إسرائيل وهذا ما شاهدناه و لمسناه عندما قصف صدام (تل أبيب) حيث أرسلت أمريكا صواريخ مضادة لصاروخ اسكود و جعلت جسراً جوياً أمدت به إسرائيل بأحدث الأسلحة ـ فاستخدموها ضد لبنان والشعب الفلسطيني ـ هذا فضلاً عن مدّ الكيان بالسلاح النووي فكتب شلومو اهارونسون في صحيفة هاريتس:
(سلاحنا النووي هو أحد الوسائل التي تستطيع إقناع العرب باستحالة إحراز نصر نهائي على إسرائيل... فبعدد كاف من القنابل النووية يمكن تدمير العواصم العربية كلها ، وبكمية أخرى من هذه القنابل يمكن لنا ضرب المدن الثانوية والمنشآت النفطية... في العالم العربي مئات الأهداف التي دمرناها نحرم العرب من كل الفوائد التي جنوها)( [12]) وما يؤكد هذا كلام وزير الدفاع الأمريكي وليام بيري حيث أعلن :
« إن الولايات المتحدة ستستخدم القوة العسكرية في ثلاث حالات فقط هي: ... وضمان امن إسرائيل وتدفق البترول من منطقة الشرق الأوسط »( [13]) .
بالإضافة إلى التصريحات العلنية والواضحة من رؤساء الولايات المتحدة من ود درو ولسون الذي أرسى قاعدة الالتزام الأمريكي بالوطن القومي اليهودي من خلال التزامه بوعد بلفور ، وحفظ الرئيس روز فلت أيضاً على البريطاني للتراجع عن الكتاب الأبيض ومن بعده الرئيس حاري ترومان الذي حث البريطاني على السماح لمائة ألف يهودي للهجرة إلى فلسطين واعترافه فعليا بإسرائيل بعد 10 دقائق من إعلانها لجدولة وقبل أن تطلب منه حكومة إسرائيل المؤقتة ذلك . وقام بتقديم منحة قدرها مئة مليون دولاراً بالإضافة إلى فرص بقيمة 35 مليون دولاراً . والرئيس كارتر الذي قال : جسد من سبق من الرؤساء الأمريكيين الألمان بأن جعلوا علاقات الولايات المتحدة مع إسرائيل هي أكثر من علاقة( [14]) وأما ريغان وبوش والأخير بوش الابن والمسئولين الحاليين و السابقين حيث يقولون:
1 ـ إن إسرائيل هي الولاية الحادية والخمسين في أميركا.
2 ـ إن إسرائيل هي الحليفة الأولى لأمريكا.
3 ـ إن إسرائيل هي قاعدتنا الأساسية في الشرق الأوسط.( [15])
وأما الكرم الأمريكي للكيان الصهيوني يكشف لنا بيجال آلون من القادة الاسرائليين :
« إن وجود إسرائيل في قلب منطقة الشرق الأوسط جعل منها قاعدة حيوية لأمريكا .. ولذلك لا تتأخر الولايات المتحدة عن تقديم كل المساعدات التي تطلبها إسرائيل ـ ولولا الأهمية السياسية لإسرائيل في نظر الإستراتيجية الأمريكية لما قدّمت لها أدنى نوع من المساعدات )) ( [16]) .
أقول: هذا كلام صادق وإقرار واضح من المسئولين الأمريكان والاسرائليين وهو يثبت واقعاً إن هذا الكيان من صنع أمريكا ـ أي لا أسطورة شعب الله المختار ولا أكذوبة الميعاد ولا الحنين إلى صهيون ولا بناء الهيكل المزعوم ـ فلو تخلت عنه يوماً واحداً لزال من الوجود 0
وستزول من الوجود حتماً وهذا وعد الله والرسول وليس مجرد أمنية، وإنما هو نتيجة حتمية لمنطق الحوادث كما جاء في الحديث النبوي:
« لا تقوم الساعة، حتى تقاتلوا اليهود.. وأن الحجر ليقول يا مسلم هذا يهودي فاقتله » .

الفصل الخامس
5 ـ دور الصهيونية والماسونية العالمية :
المبحث الأول :
أ ـ الصهيونية العالمية :
إن دور الصهيونية التي تعني حث و دعوة يهود أو لقطاء العالم على العودة إلى صهيون( [1]) من أجل إقامة وطن قومي يهودي في أرض الميعاد المزعومة وما حولها، ما هي إلا محاولة تقوم على الزعم والتزوير، هدفهم منها ربط الفكرة السياسية بالمعتقد الديني ـ كفكرة الوعد الإلهي المزعوم و أسطورة شعب الله المختار ـ يقول العلامة العلوي :
« لا يخفى أن نجاح العدو الصهيوني ليس نيتجة مؤامرات سرّية عالمية وحسب ، بل وراءه تاريخ طويل من العمل الدؤوب ، وله ركيزة متينة يرتكز إليها داخل إسرائيل باسم الدين اليهودي » ( [2])
فانطلاقاً من هذه الأُكذوبة والدراما الغربية يصورون الارتباط الوجداني بأورشليم القدس ارتباطاً تعلوه الضرورة الدينية، وستحل اللعنة على من لا يكون عنده الشوق لها، وعلى من لا يعمل للعودة فليس بيهودي ولن يدخل الجنة ـ ككلام شهود يهوه ـ جاء في سفر المزامير :
« على أنهار بابل هناك جلسنا فبكينا عندما تذكرنا صهيون »
« أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي » ( [3])
فبهذه الكذبة استطاعت الصهيونية القيام بدور مهم من خلال المؤتمرات والبروتوكولات وجمع اليهود اللقطاء ، ولا ننسى دور هرتزل وكتابه ودعوته وزيارته للسلطان عبد الحميد وغيره ، فهذا كلُّه كان له دور بارز في قيام هذا الكيان الغاصب.( [4])
يقول العلاّمة العلوي :
« فإسرائيل الدولة اليوم ، إنّما هي ربيبة الصهيونية والماسونية والاستعمار العالمي . إنّ أعمال الفتك والهتك والقتل الجماعي والتشريد والتعذيب التي ترتكبها الصهيونية في فلسطين الإسلامية ، ليندى لها جبين الإنسانية ، فإنّ منظمات صهيونية كمنظّمة اليودنرات وزعماء صهيونيين كبار بلاط قد ساهموا مساهمة كبيرة في عمليات الاضطهاد والتعذيب والقتل ، وقد انكشف هذا الدور الإجرامي الخسيس في محاكمات جرت في إسرائيل نفسها ، وصدرت فيها أحكام من المحاكم الإسرائيلية، إنّ الإجرام الذي تتّصف به الحركة الصهيونية لم تبلغ مبلغه حتّى الحركة النازية » .
المبحث الثاني :
ب ـ الماسونية العالمية :
الماسونية( [5]) التي تعني جهوداً كبيرةً من مذاهب مختلفة يعملون لغاية واحدة وهي إعادة الهيكل ، إذ هو رمز دولة إسرائيل فكان لها الدور الأَبرز في قيام الكيان الصهيوني :
1 ـ من خلال انتشارها في العالم ووجود محافلها التي هي عبارة عن مركز مخابرات للصهاينة.
2 ـ انتماء الرؤساء و الملوك و الأمراء وأصحاب السلطة والتجار و الكتّاب والأطباء إليها ، ممَّا يساعد على تنفيذ أيِّ مشروع أو العكس، في أيِّ بلد من العالم.
فلا شك أنَّ الحركة الماسونية خدمت الصهيونية ومازالت تخدمها من حيث تحتسب ومن حيث لا تحتسب فهي كشهود يهوه وعباد الشيطان فكلهم مُسخَّرون لخدمة الصهاينة المحتّلين لتنفيذ أطماع الغربيين . نذكر على سبيل المثال عندما احتلت إسرائيل القدس عام 1967 ، أسرع القادة الماسونيون في كتابة رسالة إلى المجلس الأعلى الإسلامي ليتخلى عن جامع عمر في القدس مقابل مليون دولار بهدف إقامة هيكل سليمان في مكانه ـ ( [6])

الفصل السادس
6 ـ دور الإرهاب الصهيوني :
« وحرّموا ـ أي قتلوا ـ كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والحمير بحد السيف . واحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها »( [1]) .
« فتجندوا على مديان كما أمر الرب واقتلوا كلَّ ذكرٍ .. وسبى بنو إسرائيل نساءَ مدين وأطفالهم ونهبوا جميع بهائهم وجميع مواشيهم وكل أملاكهم .
وأحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار »( [2]) .
فهذا غيض من فيض مما جاءت به التوراة من أخبار بني إسرائيل ، التي تكشف طبيعة اليهود وحقيقتهم البشعة . وكيف لا ورب اليهود يأمر وبنو إسرائيل ينفذون ويرتكبون المجازر والإرهاب ، ويقتلون الشيوخ العجزة والنساء الضعيفات والأطفال الأبرياء ، يقتلون البهائم وكل شيء يتنفس ، تقطَّع الأشجار ويخرّب الزرع والضرع ثم تُحرق المدينة مع كل ما بها من سكان .
يقول روجيه غارودي :
« إنَّ الاستناد إلى نصوص توراتية لتبرير الأعمال العدوانية التي تقوم بها السياسة الإسرائيلية من قصف واجتياح ومجازر هي قاعدة لازمة في هذه السياسة . غير أن هذا الاستخدام الإجرامي للنصوص التوارتية في سبيل تبرير سياسة عدوانية ، لا يستند إلى أي مستند ديني ، وإنما هو يرتكز على قراءة أصولية حرفية للنصوص الدينية يتضح بسهولة أنها خدعة عنصرية دموية »( [3]) .
فهذا هو الإرهاب ـ أي العنف والإجرام ـ اليهودي الذي ورثه فيما بعد الصهيوني عملاً بمقتضى شريعته ـ المحرفة وبوحي من دين ربه الاستعمار الغربي ـ بفعل الإرهاب لمسلمي فلسطين من إبادة وتشريد، من بقر بطون عشرات النساء وذبح الشيوخ والنساء والأطفال فضلاً عن الشبان والرجال كما في دير ياسين ، صفد ، ناصر الدين ، الكرمل، القبو ، بيت فارس ، سعسع ، بيت الخوري ، الزيتون ، وادي عربة ، اللد ، قلقيلية ، كفر قاسم ، الحرم الإبراهيمي ، وقانا ، والخيام، وجنين ، و… .( [4]) ويصرح هال لهرمان، الموالي للصهيونية في مجلة كومنتري حيث قال:
« إنَّ خوف الأهالي من مذبحة دير ياسين يعتبر أحد الأسباب التي أدّت إلى هرب العرب إلى الجنوب. ولقد دهشت من عبارات الحزن والخزي التي أفصح بها إلي كبار الاسرائليين الذين يشتغلون بالسياسة... فالجندي الإسرائيلي نهب وحرق وذبح كما سمعت»( [5]) .
ولقد وجه جندي اسرائيل إلى حافاله يسأله عن طهارة السلام ، ومن الرد استنتج ما يلي :
« في ساعة الحرب مسموح وربما أكثر من هذا يجب قتل كل عربي وعربية يصادفني في الطريق » ( [6]).
فضلاً عن اختطاف الطائرات وتدميرها ـ كتدمير ثلاث عشرة طائرة مدنية في مطار بيروت ـ واختطاف الأفراد وأخذ الرهائن ـ كخطف الشيخ عبد الكريم عبيد والحاج مصطفى الديراني ـ وزرع المتفجرات والقاء القنابل ( [7]) وهذا كله من طائرات ودبابات وصواريخ ومتفجرات سلاح أمريكي لتنفيذ مخطط أمريكي لكن بيد مستأجرة لقيطة . فهذا الإرهاب صهيوني العمل وأمريكي التوجيه ، فبه استطاع أن يشرّد ويطرد الفلسطيني من منازلهم وقراهم وأرضهم وفي نهاية المطاف من وطنهم .
يقول مناحيم بيغن :
« إن دولة إسرائيل قامت .. من خلال الدم ، ومن خلال النار ، وبيد ممدودة وذراع قوية وبمعاناة وتضحيات » ( [8]) .
وتنقل لنا الصحيفة غريس حالسل بعض مشاهداتها في فلسطين تقول : في عام 1979م قابلت فلسيطينياً ، لأول مرة في فلسطين ، اخبرني كيف اجبر بقوة السلاح على مغادرة الأرض التي زرعها أبوه وأسلافه منذ مدة طويلة( [9]) .
خلاصة القول :
إن الاستعمار البريطاني أوجد كياناً غاصباً من لقطاء ومرتزقة بدلاً من وجوده الحقيقي ، وبكلمة أخرى عندما دخل البريطانيون إلى فلسطين كان من أجل مصالحهم المتعددة والمتنوعة فيها وفي المنطقة ، لكن عندما كثرت عليهم العمليات العسكرية والتي أدت إلى خسائر بشرية ومادية فيهم . لذلك قرروا ومن معهم زرع هذا الكيان الغاصب اللقيط بحجج دينية ومزافات توراتية لينوب عنهم أولاً ، وليكون أداة بيدهم لتنفيذ مصالحهم في المنطقة ثانياً ، لكنّهم لم يهنؤوا كثيراً إذ دخلت أمريكا على الخط واصطفت هذا الكيان لنفسها ومدّته بالسّلاح والمال والنّاس والشرعية الدولية للمحافظة على مصالحها المهمة والكثيرة في المنطقة ، وهي أهمها النفط العربي .
النتيجة :
إن الحرب مع الكيان الصهيوني هي في الحقيقة حرب مع أميركا ، لكن باسم آخر وناس آخرين وعلى أرض أخرى وممَّا يُؤكِّد ذلك شهادة القائد الصهيوني بيجل آلون :
« إنَّ وجود إسرائيل في قلب منطقة الشرق الأوسط جعل منها قاعدة حيوية للحفاظ على المصالح الأمريكية في هذه المنطقة دون أن تضطر إلى أن تخسر دماء أبنائها في سبيل ذلك كما يحدث لها في الشرق الأقصى ، إذ تنهض إسرائيل بمهمّة الدفاع عن المصالح الأمريكية دون أن تكلِّفها قطرة دم واحدة »( [11]) .
فهذه شهادة وإقرار واضح كالنَّار على المنار والشمس في رابعة النهار على أن هذا كيان صنيع أمريكا وهي التي تحاربنا بسلاحها الفتاك لكن بيده .

المصادر

إسرائيل والليكود والحكم الصهيوني/ كولن شيندلر ترجمة مصطفى الرز/ الطبعة الأولى/ مكتبة مدبولي.
إسرائيل من الإرهاب إلى مجازر الدولة/ ايلان حاليفي / الطبعة الأخيرة/ دار المنابر.
القدس الجريح محور الصراع الأبدي/ د. أحمد كمال شعت/ الطبعة الأولى/ مكتبة مدبولي.
الصهيونية العالمية والثورة الإسلامية في لبنان/ السيد عبد الجواد علم الهدى/ الطبعة الأولى/ مركز الطباعة والنشر في منظمة الإعلامي الإسلامي.
اليهود في القرآن/ عفيف عبد الفتاح طيارة/ الطبعة الحادية عشرة/ دار العلم للملايين.
إسرائيليات القرآن/ العلامة الشيخ محمد جواد مغنية/ الطبعة الثانية/ دار الجواد.
اليهود وراء كل جريمة/ وليم كار/ الطبعة الثانية/ دار الكتاب العربي.
السيف الموعود في نحر اليهود/ العلامة السيد عادل العلوي/ الطبعة الأولى/ المؤسسة الإسلامية للتبليغ والإرشاد.
الإسلام ودسائس الاستعمار/ عبد الأمير الارشدي/ الطبعة الأولى/ مطبعة الشهيد.
إسرائيل شهادات/ ترجمة صالح على سوداح/ الطبعة الأولى/ بيسان.
التوسع في الإستراتيجية الإسلامية/ د. عدنان السيد حسن / الطبعة الأولى / دار النفائس .
محاكمة الصهيونية الإسرائيلية/ روجيه غارودي/ الطبعة الأولى
موقف الخميني تجاه إسرائيل/ دار التوجيه الإسلامي/ الكويت
تاريخ فلسطين/ د. تيسير جباري/ الطبعة الأولى/ دار الشروق.
عقل اليهود الأسير / السيد محمد حسين مرتضى/ الطبعة الأولى/ مطبعة صدر
شهادة إسرائيلية/ د. نبيل راغب/ الطبعة الأولى/ مدبولي
نكبة فلسطين./ التحالف مع الأقوياء / د . نعمان عبد الرزاق السامرائي / الطبعة الأولى / كتاب الأمة .
من اليهودية إلى الصهيونية/ د. اسعد الحمداني/ الطبعة الأولى/ دار النفاس.
الحرب العربية ـ الإسرائيلية وتأسيس إسرائيل / د . فلاح خالد علي / الطبعة الأولى / المؤسسة العربية للدراسات والنشر .
الصهيونية المسيحية / محمد السماك / الطبعة الثالثة / دار النفائس .
المسلمون والصهيونية / الشيخ احمد الواسطي / الطبعة الأولى .
تاريخ اليهود / احمد عثمان / الطبعة الأولى / مكتبة الشروق .
التاريخ الحقيقية لليهود / نجيب زبيب / الطبعة الأولى / دار الهادي .
نهاية اليهود / أبو الفداء محمد عزت محمد عارف / دار الاعتصام .
توراة الشيطان / محمد صبح / الطبعة الأولى / مكتبة الملك فهد .

انتهى الموضوع بحمد الله


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://newmultkaschool.yoo7.com
 
قيام إسرائيل بين أكذوبة الوعد الإلهي والاستعمار الغربي / محمد علي الحسيني.البقاعي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إسرائيل ديمقراطية تغذيها العنصرية والتمييز
» الشيخ محمد نمر الخطيب في ذمة الله
» "محمد الفاتح".. محقق بشارة فتح القسطنطينية
» فضائل الشام / الشيخ أبو محمد الألفي السكندرى
» ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد صلى الله علية وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
newmultkaschool :: الأقسام التاريخية :: قسم التاريخ الحديث :: قسم القضية الفلسطينية-
انتقل الى: