المانيا منذ انتهاء الحر ب العالمية الاولى وحتى وصول النازيين الى الحكم

المانيا منذ انتهاء الحر ب العالمية الاولى وحتى وصول النازيين الى الحكم


المانيا منذ انتهاء الحرب العالمية الاولى
حتى وصول النازيين الى الحكم
قيام جمهورية فايمار
في ايلول 1918 توصلت القيادة العسكرية الالمانية بعد اربع سنوات من الحرب الدامية الى قناعة انه ليس باستطاعة المانيا الانتصار في الحرب ولهذا يجب عليها السعي لوقف فوري للحرب وعقد هدنة مع الحلفاء لانه اذا طالت الحرب فان هنالك خطرا من هزيمة ألمانية ساحقة وربما دخول قوات الحلفاء الى اراضي المانيا ذاتها واحتلالها .
وافق الإمبراطور الالماني وليم الثاني على انشاء حكومة ليبرالية تسعى الى عقد اتفاق الاستسلام على اساس بنود الرئيس الامريكي ويلسون ال14 الا ان الرئيس الامريكي وسائر الحلفاء اشترطوا انشاء حكم ديمقراطي في المانيا وزوال حكم الإمبراطور وليم الثاني كأساس لعقد الهدنة .
عندما رفض الإمبراطور هذا الطلب انفجر تمرد بحارة الاسطول الالماني الذي اتسع ليشمل المانيا باسرها . فقد طالبت جماهير واسعة من العمال والجنود التي سئمت الحرب بعزل الإمبراطور وثم انشاء مجالس العمال والجنود او كما يطلق عليها اسم مجالس سوفييت على غرار تلك المجالس التي تاسست في روسيا ابان ثورة اكتوبر 1917 في انحاء مختلفة من المانيا . وهكذا وجد الامبراطور نفسه مضطر الى التنازل عن العرش والهرب الى هولندا في 9 – 11 – 1918 ، وتم تأسيس حكومة مؤقتة بقيادة زعيم حزب الاشتراكين الديمقراطين فريدريك ايبرت عرفت باسم حكومة المديرين وكانت تتالف من ستة اعضاء . وقد اصدرت حكومة ايبرت مرسوما يقضي باجراء انتخابات لتأسيس مجلس وطني وحدد يوم 30 كانون الثاني من عام 1919 موعدا لها
في الموعد المحدد لها اجريت الانتخابات الديمقراطية الاولى في تاريخ المانيا وعلى الرغم من ان الحزب الديمقراطي الاشتراكي قد احرز على اعلي نسبة من المقاعد الا انه فشل في الحصول على الاغلبية اللازمة التي تؤهله لتشكيل الحكومة بمفرده وهكذا تشكلت حكومة ائتلافية ضمت بالاضافة الى الحزب الديمقراطي الاشتراكي حزب الوسط الكاثوليكي والحزب الديمقراطي الالماني وقد عرفت بتحالف فايمار . نسبة الى المدينة الالمانية التي اجتمع فيها المجلس الوطني يوم 6 شباط 1919 وهو اليوم الذي اعلن فيه عن قيام الجمهورية الالمانية وانتخاب ايبرت رئيسا لها . بعد ذلك انبرى المجلس لوضع دستور جديد لالمانيا وتمت الموافقة عليه في اواخر تموز عام 1919 وتقرر ان يعمل بموجبه ابتداءا من 14 اب من العام نفسه
اكد الدستور الجديد ان المانيا جمهورية ديمقراطية اتحادية وحسب الدستور تالفت السلطة التشريعية من مجلسين: المجلس الاول الرايخشتاغ وهو المجلس التشريعي الاعلى وبه يجلس ممثلو الاحزاب الذين يتم انتخابهم ( لمدة اربع سنوات ) بانتخابات مباشرة عامة وسرية يشترك فيها كل الرجال والنساء الذين بلغوا 21 عاما اما المجلس الثاني – الرايخشتات ويضم ممثلين عن الولايات الالمانية الـ (18) التي تكونت منها المانيا اما رئيس الجمهورية فينتخب بانتخابات مباشرة من قبل الشعب ولمدة 7 سنوات قابلة للتجديد ويتمتع بصلاحيات واسعة . من هذه الصلاحيات حقه في تعيين المستشار وعزله , وفي حل البرلمان والاعلان عن انتخابات جديدة واعتباره القائد الاعلى للجيش. كما كان في امكانه تعطيل بعض مواد الدستور في الحالات التي يتعرض فيها امن وسلامة الدولة للخطر . اما السلطة التنفيذية فكانت تتمثل بحكومة يراسها مستشار يكون مسؤولا امام رئيس الجمهورية وامام الرايخشتاغ

المشاكل التي واجهت حكومة جمهورية فايمار
المشاكل السياسية
1 - افتقارها الى التأييد الشعبي
ادى قبول جمهورية فايمار معاهدة فرساي التي عدها الالمان معاهدة جائرة ومذلة بالنظر لما انطوت عليه من شروط قاسية الى اثارة كراهية الالمان ضدها حتى غدا اسمها يقترن في اذهانهم على الدوام بالهزيمة والعار وعلاوة على ذلك لم يكن الالمان يكنون احتراما كبيرا للنظم الديمقراطية بقدر ما كانوا يبدون قدرا كبيرا من الاعجاب بالجيش وكانوا ينظرون الى طبقة الضباط بوصفهم الزعماء الحقيقيين لالمانيا .

2- مساوئ النظام البرلماني :

لقد كان للنظام البرلماني الذي تاسس بموجب دستور فايمار مساوئ عديدة ابرزها انه كان يقوم على اساس التمثيل النسبي في الانتخابات وتبعا لذلك غدا لكل الفئات السياسية ممثلون عنها في البرلمان وتصادف ان وجدت احزاب سياسية كثيرة ومتنافرة في المانيا الى حد انه لم يكن في وسع أي منها ان يفوز بالاغلبية الساحقة في الانتخابات وبالتالي تشكيل حكومة من حزب واحد فكان لا بد من تشكيل حكومات ائتلافية سرعان ما تنهار عقب فترة قصيرة من تشكيلها بفعل تفاقم الخلافات بين اطرافها ومن ناحية اخرى لم يكن في امكان أي حزب ان ينفذ برنامجه الخاص به في ظل الحكومات الائتلافية .

3- محاولات الانقلاب العسكرية التي قام بها اليمين واليسار


أ_ تمرد السبارتاكوس:
السبارتاكوس هو اسم الحزب الشيوعي الألماني الذي انفصل عن معسكر اليسار احتجاجا على تأييد الحزب الاشتراكي دخول ألمانيا الحرب العالمية الأولى وكذلك بسبب اعتماد زعيم الحزب الاشتراكي فريدريك انبرت على القوى الملكية القديمة ولم يعمل بعد صعوده إلى السلطة عام 1918 على إنشاء نظام جديد لتحسين أوضاع الطبقة العاملة.بسبب ذلك تمرد الشيوعيين عام 1919 على الحكومة في برلين برئاسة زعيمة الحزب البارزة روزا لوكسمبورغ وغيرها.كان هدف التمرد القضاء على جمهورية فايمار وإنشاء نظام شيوعي في ألمانيا على غرار النظام الشيوعي السوفيتي. غير ان حكومة فايمار اصدرت الأوامر إلى الجيش بقمع التمرد واعتقال زعمائه ,وفعلا تم قمع التمرد خلال أسبوع قتل خلاله 1000 شخص بما فيهم زعيمة الحزب نفسه وقدسميهذاالأسبوعباسمالأسبوعالدموي
ب - الانقلاب العسكري اليميني ( انقلاب كاب )
اغلبالعناصراليمينيةفيألمانياكانتمنالجنودالمسرحين وبعض عناصر الجيش النظامي الذيننظرواالىالنظامالجمهوريوالىمعاهدةفرسايبمثابةاهانةوخيانةولذلككانوايتوقونإلىالقضاءعليهاوإعادةالنظامالإمبراطوريإلىالبلاد. ونتيجة لذلك قام الجنرال فون ليتفتز قائد حامية برلين فيآذارسنة 1920 بقيادةانقلابعسكرييمينيضدالحكومة، نجحالانقلابيون في السيطرة على العاصمة برلين، ونجح الدكتور كاب وهو سياسي من اليمين المتطرف من اعلان نفسه مستشارا للرايخ وقد رفض قادة الجيش الألماني القضاء على التمرد بحجة أن الجيش الألماني لا يحارب الالمان واضطر ايبرت ورجال الحكومة الى الهرب من العاصمة الالمانية برلين .
نجح كاب في القبض على رئاسة الحكومة وإلغاء جمهورية فايمار إلا أن الحكومة الشرعية نجحت في تجنيد العمال ضد الحكومة العسكرية حيث تم إعلان الإضراب الشامل في برلين، كما أيدت بقية الأقاليم الألمانية نظام جمهورية فايمار فوجد العسكريون أنفسهم في حالة عزلة، الأمر الذي دفع كاب إلى الهرب من ألمانيا مع أتباعه وعودة جمهورية فايمار.

ج _ المحاولة الانقلابية في ميونخ 1923
يطلق على هذه المحاولة باسم محاولة بيت البيرة ، (عندما حاول هتلر وجماعته القبض على كبار حكومة فايمار في بيت لشرب البيرة في ميونيخ)، التي قادها هتلر وأتباعه في الحزب النازي، وقد أيده في ذلك جنود مسرحون ومغامرون ليست لديهم أي وظائف ولا يتمتعون بأي مركز، استغل الانقلابيون دخول القوات الفرنسية والبلجيكية إلى إقليم الرور احتجاجًا على عدم دفع ألمانيا التعويضات المطلوبة، بدأ التمرد في مدينة ميونيخ على أمل الوصول إلى برلين إلا أن القوات الموالية للحكومة نجحت بسهولة في القبض على زعماء التمرد.
حكمت المحكمة على هتلر بالسجن خمس سنوات لكنه لم يبقَ في السجن سوى ستة أشهر كتب خلالها هتلر كتابه كفاحي الذي أصبح فيما بعد المرجع الفكري للنظام النازي بعد وصول هتلر إلى السلطة.

3- المشاكل الاقتصادية
اصبحت المانيا في عام 1919 على حافة الافلاس بسبب النفقات الضخمة التي تكبدتها خلال الحرب ، واضافت معاهدة فرساي اعباء جديدة على المانيا فقد خسرت المانيا بموجبها ما يقارب 15 % من اراضيها الزراعية 75% من حديدها الخام و68% من الخارصين و26% من الفحم كما فقدن مستعمراتها في الخارج وتوجب عليها دفع مبالغ ضخمة كتعويضات الى الحلفاء وهكذا تحولت المانيا من دولة دائنة الى دولة مدينة وكانت فرنسا اكثر الدول تشددا في مسالة التعويضات وقد اجتمعت لجنة التعويضات في لندن وحددت في عام 1920 مبلغ التعويضات 132 مليار مارك ووضعت جدولا بمواعيد تسديده ودفعت المانيا في اخر مايس من العام نفسه مليار مارك كدفعة اولى من القسط السنوي البالغ 3 مليارات مارك ثم توقفت عن الدفع بحجة ان وضعها المالي لا يسمح لها في الاستمرار بالدفع ردت فرنسا على ذلك وبالتعاون مع بلجيكا على احتلال اقليم الرور للحصول على التعويضات وقد كان الرور يمثل قلب المانيا الصناعي اذ كان يحتوي نحو 80% من مناجم الفحم والحديد في ألمانيا .
وللحيلولة دون تمكين فرنسا من استثمار المناجم في الرور حاولت الحكومة الالمانية تعطيل الحياة الاقتصادية في الرور فاصدرت اوامرها الى الموظفين والعمال الالمان بالتوقف عن العمل وتعهدت باستمرار صرف الرواتب لهم ، وهكذا وجدت فرنسا نفسها في مواجهة اضراب عام مما اضطرها الى الاستعانة بعمال من فرنسا وبلجيكا ، ولمنع أي تسرب للفحم الى المانيا اقامت السلطات الفرنسية حواجز على حدود الرور مع المانيا مما ادى الى حرمان الصناعة الالمانية نهائيا من الاستفادة من فحم الرور وفضلا عن هذا تكبدت الحكومة الالمانية نفقات باهظة جراء استمرارها في دفع رواتب الموظقين والعمال الامر الذي ادى الى تدني قيمة المارك الالماني الى حدود خيالية اذ اصبحت بضعة اوقيات من السكر او رطل من الدقيق يساوي حساب بنك كامل وكان من نتيجة هذه الضائقة الاقتصادية استقالت الحكومة وتشكيل حكومة جديدة برئاسة غوستاف شتريسمان عام 1923
كانت باكورة اعمال حكومة شتريسمان انها اصدرت قرارا في 26 ايلول عام 1932 يقضي بانهاء المقاومة السلبية في الرور ومن ثم شرعت في اتخاذ جملة من الاجراءات لمعالجة الازمة الاقتصادية كان من بينها ضغط النفقات من خلال الاستغناء عن خدمات اعداد كبيرة من الموظفين ودون دفع تعويضات اليهم وتخفيض رواتب اعداد اخرى منهم كما اصدرت ماركا جديدا عوضا عن المارك القديم حددت فيه قيمته بما يعادل مليون مارك قديم وبدات في تغطية النقد برصيد من الذهب الامر الذي ساهم الى حد كبير في تحسين الوضع الاقتصادي الالماني خصوصا بعد ان نجح شتريسمان في حل مشكلة الرور بتعين لجنة داوز .

مشروع داوز

طلبت الحكومة الالمانية في خريف من عام 1932 ارسال لجنة الى المانيا لدراسة امكاناتها الاقتصادية وتحديد مبلغ التعويضات التي تدفعها المانيا في ضوئها ووصلت اللجنة في حزيران من عام 1924 وكانت تتالف من خبراء دوليين تحت رئاسة شارل داوز وهو امريكي الجنسية . وقد اعدت اللجنة مشروعا عرف بمشروع داوز وكان ينص على ان تدفع المانيا مبلغ مليار مارك في السنة الاولى ومن ثم يرتفع هذا المبلغ ليصل الى مليارين ونصف مليار مارك في السنة الخامسة ، وان تمنح المانيا قروضا ضخمة لتمكينها من دفع التعويضات بضمانة السكك الحديد وبعض الصناعات الالمانية
ونتيجة لذلك اخذ الوضع الاقتصادي في المانيا يتحسن باطراد منذ عام 1924 على اثر تدفق القروض الاجنبية عليها ولا سيما الامريكية والبريطانية حيث استخدمت في تطوير الاقتصاد الالماني وحدث بالفعل تقدم هائل في مختلف فروع الاقتصاد الصناعة والزراعة والتجارة

اتفاقية لوكارنو 1925

بعد موافقة المانيا على مشروع لجنة داوز لم يعد امام الحكومة الفرنسية مبرر لاستمرار بقاء قواتها في الرور فاصدرت قرارا بسحبها . فشجع ذلك الحكومة الالمانية على مواصلة سياستها الرامية الى تضييق هوة الخلاف بين المانيا وفرنسا فاقترح شتريسمان على الحكومة الفرنسية عقد اتفاق بشان الحدود ووافقت الحكومة الفرنسية على الاقتراح وانعقد مؤتمر لوكارنو في تشرين الاول 1925 حضره وزراء خارجية كل من المانيا وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا اضافة الى موسوليني بوصفه وزير الخارجية في ايطاليا انذاك وقد اسفر المؤتمر عن التوصل ال اتفاقية في 16 تشرين الاول 1925 عرفت باتفاقية لوكارنو . وقد تضمنت
1- الابقاء على حدود المانيا مع فرنسا وبلجيكا حسبما حددتها معاهدة فرساي
2- تتعهد الدول الموقعة على الاتفاقية بصورة جماعية وانفرادية بضمان احترام تلك الحدود
3- استمرار بقاء الراين منطقة منزوعة السلاح
اما في ما يتعلق بحدود المانيا مع بولندا وتشيكوسلوفاكيا فعلى الرغم من انه كان لالمانيا تحفظات بشانها الا انها تعهدت بعدم استخدام القوة لتغييرها وعلاوة على ذلك تعهد المؤتمرون بسحب القوات الاجنبية من منطقة الراين قبل الموعد الذي حددته معاهدة فرساي وهو عام 1934 .
لقد اخذت صورة المانيا بعد التوقيع على اتفاقية لوكارنو تتحسن في نظر الحلفاء الى حد ان الاخيرين لم يساورهم القلق حين انتخب الفيلد مارشال هندنبرك رئيسا للجمهورية الالمانية بعد وفاة رئيسها السابق ايبرت في عام 1925 وكان هندنبرك قد نال شهرة كبيرة ابان الحرب العالمية الاولى وعرف باخلاصه الشديد للامبراطور الالماني السابق واعتقد الحلفاء ان انتخاب هندنبرك رئيسا للجمهورية لا يعدو كونه تكريما لقائد كان قد بذل قصارى جهده لخدمة بلاده . كما كان لاتفاقية لوكارنو نتائج ايجابية لالمانيا تمثلت في دخولها عصبة الامم عام 1926 لتصبح على قدم المساواة مع الدول الكبرى هذا من جهة ، ومن جهة ثانية اجلى الحلفاء في كانون الثاني 1926 قواتهم من كولونيا وهي جزء من منطقة الراين (رينانيا) بعد احتلال دام اكثر من خمس سنوات

مشروع يونك وجلاء الحلفاء من منطقة الراين (رينانيا )

اخذت المانيا بعد ذلك في العمل من اجل تقديم موعد الجلاء عن الراين الذي كان مقررا له ان يتم اصلا في عام 1934 وفقا لمعاهدة فرساي وكانت حجتها في ذلك انه لم يعد هناك مبرر لاستمرار بقاء القوات الاجنبية فيها خصوصا وان المانيا اعترفت بموجب اتفاقية لوكارنو بحدودها مع فرنسا وبلجيكا كما انها واصلت بانتظام دفع الاقساط المترتبة عليها حسبما نص عليه مشروع داوز لكن فرنسا ربطت موضوع الجلاء عن الراين بايجاد حل دائم لمسالة التعويضات نظرا لان مشروع داوز لم يحدد الدفع الا خلال خمس سنوات . وهكذا انعقد مؤتمر لاهاي في هولندا في اواخر اب 1929 تمخض عن مشروع جديد لحل مشكلة التعويضات عرف بمشرع يونك الذي يقتطع بالنسبة لمشروع داوز ما يقرب من 17 % من التعويضات تحصل فرنسا جملة في خلال 60 عاما على مقدار 20 مليار مارك ذهبي . كما قرر المؤتمر ان يتم الجلاء النهائي عن منطقة الراين في موعد اقصاه حزيران من عام 1930 وقد تم تنفيذ الجلاء في الموعد المحدد .

الازمة الاقتصادية العالمية واثرها على المانيا

شهد عام 1929 في المانيا حدثين على درجة كبيرة من الاهمية الاول هو وفاة المستشار الالماني شتريسمان في مطلع تشرين الاول 1929 ففقدت المانيا بذلك واحدا من ابرز رجال السياسة اما الحدث الثاني فهو وصول اثار الازمة الاقتصادية العالمية الى المانيا
لقد بدات الازمة الاقتصادية العالمية في الولايات المتحدة الامريكية في اول الامر ومن اهم ملامحها هبوط قيمة اسهم البورصة في نيويورك هبوطًا حادا جدا خلال ايام. وسرعان ما انقلب عهد الرخاء الامريكي الى فترة كساد كبير ولم يقتصر تأثير الازمة على الولايات المتحدة فقط بل اثرت على الوضع الاقتصادي العالمي وبضمنها المانيا ومما زاد الامر سوء توقف الولايات المتحدة عن تقديم المزيد من القروض الى المانيا بل انها طالبتها بتسديد ما عليها من قروض لهذا بدأ الاقتصاد الالماني بالانهيار السريع تمثل ذلك في اقفال اكثر من نصف المصانع ، وانهيار عدد كبير من البنوك، هبوط في التجارة ، وانتشرت البطالة حيث قارب عدد العاطلين عن العمل الى 8 مليون عامل سنة 1932 .
وكانت اخطر نتيجة ترتبت على ذلك هي انتشار روح القلق والسخط في نفوس العمال وسارت مظاهرات العاطلين عن العمل في الشوارع ترفع الاعلام الحمراء الامر الذي اوجد الخوف والفزع في نفوس البورجوازية من شبح الشيوعية فاتجهت الانظار الى حزب العمال الاشتراكي الوطني الذي يراسه ادولف هتلر .